ﻓﺘﺢ صفحته على ﺍﻟﻔﻴﺴﺒﻮﻙ،ﺍﺧﺘﻠﺲ ﻧﻈﺮﺓ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻟﺘﻈﻬﺮ ﻟﻪ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﻗﺪ ﻳﻌﺮﻓﻬﻢ، ﺭﻏﻢ ﺍﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻥ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ، ﺭﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻫﻲ ﻟﻌﻨﺔ ﺍﻟﻔﻴﺴﺒﻮﻙ، ﺃﺭﺳﻞ ﻃﻠﺒﻪ ﻣﻨﺘﻈﺮﺍ ﺍﻟﺮﺩ ﻭﻟﺤﺴﻦ ﺣﻈﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺒﻜﺔ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺗﻴﺔ، ﺍﻧﻘﺾ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻜﻼﻡ ﻣﻌﺴﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻘﺾ ﺍﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺙ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺷﺔ ﺗﺎﺋﻬﺔ ﻟﻴﻠﻔﻬﺎ ﺑﺨﻴﻮﻁ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ.
ﻭﻛﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺃﻋﺠﺒﺖ ﺑﻜﻼﻣﺎﺗﻪ ﻭﺭﺩﺕ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺷﻜﺮ ﻋﻔﻮﻳﺔ، ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺘﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻟﻴﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻴﺐ ﻟﺘﻌﻴﺪ ﻧﻔﺲ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ،ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ، ﻭﺗﻌﻮﺩﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺪهما ﺍﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﺩﺙ ﺍﻵﺧﺮ،ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺇﺫْ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ الآخر أحسّ ﺑﺎﻟﻤﻠﻞ ﻭﺍﻟﻀﺠﺮ ﻣﻨﺘﻈﺮﺍ ﻗﺪﻭمه.
ﻭﻣﺮﺕ الأيام ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻟﻴﺄﺗﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ، ﺣﺪﺛﻬﺎ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺨﺒﺮﻫﺎ ﺧﺒﺮﺍ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺭﺑﻤﺎ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺠﻞ ﻓﻲ ﻧﻮﻣﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺭﻓﻀﻬﺎ ﻟﻠﺨﺒﺮ، ﺧﺒﺮ ﺳﻴﻐﻴﺮ ﻣﺠﺮﻯ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺼﺪﺍﻗﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳﺰﻳﺪ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺸﻴﺦ ﻓﺠﺄﺓ، ﻭﺃﺗﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻟﻴﺒﺪﺃ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ،"صديقتي ... ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻓﻲ ﺑﺄﻧﻨﻲ وقعت في ﺣﺒﻚ ﻭﺃﺭﻳﺪ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ .. ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺸﻚ ﻳﺤﻮﻡ ﺣﻮﻟﻪ، ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ تحب ﺷﺨﺼﺎ ﺁﺧﺮ، ﻟﻴﺤﺬﻑ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﺛﻢ ﻳﻌﻴﺪﻫﺎ ﻟﻴﺮﺳﻠﻬﺎ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻳﺨﻔﻖ ﻣﻦ ﺣﺒﻪ ﻟﻬﺎ، ﺣﺐ ﺃﻋﻤﻰ ﻭﻛﻴﻒ ﻟﺸﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﺤﺐ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﺤﺒﻮﺏ، ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺑﻠﻬﻔﺔ ﻛﻄﻔﻞ ﻳﺮﻯ ﺛﺪﻱ ﺃﻣﻪ ﻭﻋﺼﺎﻓﻴﺮ ﺑﻄﻨﻪ ﺗﺰﻗﺰﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﻉ، ﻗﺮﺃﺕ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻟﺘﺼﻤﺖ ﻗﻠﻴﻼ، ﺻﻤﺖ ﻳﺴﺒﻖ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ، ﻟﺘﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺒﺎﺩﻟﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ، ﺃﺧﺬ ﺭﻗﻢ ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﻋﺸﻘﺎ، ﻭﺯﺍﺩ ﺍﺷﺘﻴﺎﻗﻬﻤﺎ ﻟﻠﻘﺎﺀ.
ﻃﻠﺐ ﻣﻮﻋﺪﺍ، ﻭﺍﻓﻘﺖ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺮﺩﺩ ﻟﻴﺤﺪﺩا ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻏﺪﺍ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺰﻩ20ﻣﺎﺭﺱ، ﺑﻤﺪﻳﻨﺔﺍﻷﺣﻼﻡ.
ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻐﺪ ﺑﻌﺪﻣﺮﻭﺭ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺘﻈﺎﺭ.ﺍﺳﺘﻘﻞ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺃﺟﺮﻯ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻭﺻﻞ ﺑﺪﺃ ﻳﻨﻈﺮ ﻫﻨﺎ ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻴﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺧﺸﺒﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﺘﻤﺎﻉ ﻟﻠﻜﻼﻡ ﺍﻟﺮﻭﻣﻨﺴﻲ، ﺍﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ،ﺃَﺃَﻧﺖ ﺃﻧﺖِ ؟ ﺃﺟﺒﺘﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺎﻓﺖ ﻧﻌﻢ،ﺃ ﻧﺎ ﻫﻲ، ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺣﺒﺒﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺮﺍﻫﺎ، ﻭﺃﺣﺒﺒﺘﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻙ، ﻭﻫﺎ ﺍﻧﺖ ﺍﻵﻥ ﺗﺮﺍﻧﻲ ﻓﻬﻞ ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﻗﻄﺎﺭ ﺣﺒﻚ، ﺍﺑﺘﻠﻊ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻥ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ،ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﺘﺸﻮﻳﻪ ﺧﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ، ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻭﺑﺪﺃ ﻳﺘﻔﻮﻩ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻛﺴﻴﻒ، ﻛﻞ ﺟﻤﻠﺔ ﺗﻘﻄﻊ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﻼﺀ ﻭﺩﻣﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻡ ﺗﻨﻬﻤﺮ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ، ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻟﻢ ﻳﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ، ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ يتكلم بنبرات حروف متقطعة حزينة، ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻞ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻭﻗﻔﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻟﺘﺠﺮﻱ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻭﺗﻠﻘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﺗﻠﻄﺨﺖ ﺑﺪﻡ ﺩﻣﻮﻉ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﺃﻥ ﺗﺨﻔﻲ ﺗﺄﺛﺮﻫﺎ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻓﻘﺪ ﻭﻗﻒ ﻣﻨﺪﻫﺸﺎ ﺑﺎﻛﻴﺎ ﻣﻠﻘﻴﺎ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﻳﺨﻄﻮﻫﺎ ﺗﺮﺍﻓﻘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻛﻈﻠﻪ، ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻞ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺗﺠﻤﺪ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻟﻴﻠﻘﻲ بنفسه ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺷﺠﺮﺓ ﻭﺍﻟﺤﺒﺎﻝ ﺗﻠﻒ ﻋﻨﻘﺔ.
تأليف : بلال المساري
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق